المقدمة
ما بين القرن التاسع عشر والقرن الحادي و العشرون، مسافة تحمل في طِيّاتها اختلافات وتناقضات، بين عالمين، عالم بأكمله يعيشه جيل يتخبّط، لا ينتمي إلى أيّ قرن. عالم صنعته أفكاره التي تبتلعه شيئا فشيئا، عالم يحمل لغة القرن التاسع عشر على هيئة وجه زجاجي وشاشة مضيئة تصرخ رقم ال21.
لو نلاحظ جيدا فإن الاختلاف لا وجود له كثيرا ما بين القرنين، في قرن كانت تُعرض فيه الجثث في المتاحف، اليوم تُعرض على الشاشات. هل كان الضمير مستيقظا في قرن العبودية والإهانة لكي ينام اليوم أمام المجازر؟ أم أنه كان في سبات عميق منذ أيّام سارة بارتمان؟
في هذا العالم الخاص لم يعد الموت مخيفا ولا يمكن القول أنّ الضمير هو المخيف، لأنه كان كذلك أيام الرقم 19، ولازال في الرقم 21.
سارة بارتمان: امرأة من جنوب افريقيا، خُطفت في أوائل القرن 19، وعُرض جسدها في أوروبا كعرض غريب، بسبب شكلها المختلف.